الشماس عبد المسيح روفائيل - بطل التحفظ من الايبارشية - (247)
08 سبتمبر 2025
12:04
2 صورة

ملخص الخبر
✦ في سبتمبر 1981م اعتُقل عدد من الأساقفة والكهنة والعلمانيين الأقباط فيما عُرف بـ"التحفظ"، ومن بينهم الشماس عبد المسيح روفائيل (1913–1990) من كفر أيوب – الشرقية، وكان الوحيد من المحافظة. ✦ قُبض عليه بسبب توزيعه نبذات دفاعية عن الإيمان، وقَبِل القيود بفرح طالبًا المرور بالكنيسة أولًا للصلاة. ✦ عاش في السجن حياة صلاة متواصلة وصوم وقراءة الأجبية، وشهد عنه القمص لوقا سيداروس أنه "مثال للتقوى المسيحية في أكمل صورها".
التحفظ هو الاسم الرسمى (الشيك) الذى اطلق على عملية سجن
الاباء الاساقفة والكهنة و العلمانين الاقباط
التى تمت فى سبتمبر 1981 م بقرار من الرئيس السادات
حيث لم تكن عليهم اى قضية و لم يثبتوا عليهم اى جريمة
فقيل لهم انهم هنا (فى السجن) تحت" التحفظ " اى فى الحفظ
لكى يحفظوهم خائفين على حياتهم مما يحدث فى البلد وقتها
و اى كان المسمى لعملية
القبض و السجن والتحقيق الذى لاقاه هؤلاء الابطال
فاننا نفرح و نفتخر ان الايبارشية قدمت احد ابنائها
و هو الشماس عبد المسيح روفائيل نعمة الله (1913 – 1990)
من كفر ايوب بمركز منيا القمح
الصوت الصارخ من الشرقية
حيث كان الوحيد من محافظة الشرقية
ضمن هذه المحموعة المباركة
حيث القى القبض عليه
بسبب ما كان يقوم به من الدفاع عن المسيحية
بتوزيع النبذات التعليمية و الدفاعية
ويوم القبض عليه فى بلده بكفر ايوب
حاصرت قوات الشرطة القرية و المنزل
و كان وقتها يصلى فأنتظرته القوة
حتى ينهى صلاته
ثم خرج اليهم بثبات
فقيوده بالحديد فقبل القيود بفرح
حاسبا نفسه غير مستحق ان يقيد للأجل الايمان كالرسل
و طلب منهم ان يذهب الى الكنيسة قبل ان يغادر البلد
فاجابوا طلبه و ذهب و اضاء القناديل و طلب شفاعة مار جرجس شفيعها
ثم سلم نفسه لهم يفعلون به كما يريدون
و كان وقتها بعمى 68 سنة
و لدينا شهادة هامة جدا عن هذا البطل الروحانى
عن حياته داخل السجن
كيف كانت و ماذا كان يفعل و كيف كانت نفسيته
سجلها المتنيح القمص لوقا سيداروس
فى كتابة مذكرات السجن
حيث كان الشماس عبد المسيح
من الشخصيات النادرة (حسب تعبير ابونا لوقا)
التى اثرت فيه ممن كانوا معه فى التحفظ
و قد سجل عنه قائلا
الشماس عبد المسيح روفائيل
وهذا أيضًا عَيِّنة نادرة، عجيبة حقًّا،
فالرجل كرّس حياته
منذ شبابه المبكّر لخدمة المسيح، وهو يلبس جلبابًا أسود ويطلق
لحيته ويلبس طاقيّة سوداء على رأسه، وقد تجاوز ال 65 من عمره،
وقد عاش مع زوجته 7 سنوات في بداية حياتهما إلى أن
أنجب الأولاد، ثم انحاز إلى فِكر التعفُّف،
وانصرَف للعبادة والتفرُّغ للصوم والصلاة،
فلم يعد يَعرِف زوجته منذ ذلك الحين
وهو مثال للتقوى المسيحيّة في أكمل صورتها،
وقد قبضوا عليه مُتَّهمًا بأنه يوزع منشورات تبشيريّة.
والواقع أنّ الرجل كان يكتب نبذات
صغيرة لتثبيت الإيمان بالمسيح،
ويردّ فيها على البِدَع القائلة بإنكار لاهوت السيّد المسيح له المجد.
ومِن أشهَى المناظر الروحيّة التي شاهدها الكثيرون
فى السجن
منظر الشمّاس عبد المسيح قائمًا كلّ يومٍ يصلى
فى الرابعة صباحا واقفا فاتحا ذراعه و مغطيا وجهه و رأسه بفوطه
لكى لا يجذب نظره او انتباهه أنسان او اى شيء فيبعده عن صلاته او يشتت ذهنه
ويستمر في هذه الوَقفَة مُسَمِّرًا قدميه،
حتى السابعة صباحًا...
وقد سألته فأجابني في بساطة وسذاجة: ماذا تصلي؟
فقال: المزامير !!...
أليسَت هي مدرسة الصلاة... التي تخرّج منها جميع القدّيسين،
بل إنّ أعجَب من هذا
أنّ الرجُل كان يقضي مُعظَم
وقته في القراءة، وخاصّةً الأجبية،
تَراه مُمسِكًا بها طول النهار،
يزيد المزامير تلاوة ويَشبع من ينابيع المياه الروحية وأنهار التعزيات.
فكان مثلاً نادرًا للصلاة بلا شبع.
ومِنَ العَجَب، أنّه في يومٍ مِن الأيام، قرأنا في إحدَى الجرائد
أنّ الوضع بالنسبة للمتحفَظ عليهم أوشك على التصفية،
وأنّ الجميع تقريبًا غير مدانين بالنسبة للمسيحيّين، فيما عدا
القمص بولس باسيلي والشماس عبد المسيح،
اللذان نُسِبَ إليهما
التطرُّف في الأفكار والعمل في إشعال الفتنة الطائفيّة،
وقد حاول الموجودون إخفاء مثل هذا الخبر،
لاسيّما أنّ أبونا بولس مريض بالسكَّر،
والشماس عبد المسيح رجل متقدِّم في الأيام،
و يخشى عليه مِن مثل هذا الخبر.
ولكن كان من بيننا من لم يَسمَع باتفاقِنا بإخفاء الخبر،
فبادر دون قصدٍ سيء إلى توصيل الخبر
إلى الشماس عبد المسيح،
وهنا سأل الرجل عن المجلة وعبثًا حاولنا إخفاءها ولمّا لَم يُقنَع،
اضطررنا إلى أن نريه إيّاها،
مع عبارات تَعزِية وتقوية وطمأنينة
أنّ الامر لا يعدو أن يكون كلام جرائد.
ولكن المفاجأة
أنّ الرجل ما أن قرأ الخبر بعينيه،
حتى فاض وجهه بسلام عجيب
وطفق يضحك متهلّلاً،في بشاشةٍ وبراءة
وكأنّه مُقبِل على إفراج من السجن،
فكُنّا نتعجّب من مسلكِه،
ومن العجيب أيضًا
أنّ الرجل خرج من السجن في الدفعات الأولى.
و هنا تنتهى شهادة القمص لوقا سيداروس
عن هذا الشماس التقى المصلى الوديع القوى
و قد حكى الشماس عبد المسيح للاحد الرهبان بعد خروجه
انه عانى فى المعتقل الام و اتعاب كثيرة كانت تؤثر على نفسيته الرقيقة و جسده الضعيف
لكن الله عزاه برؤيا جميله و هو فى الحبس
حيث ( راى السماء مغطاة باعلام سوداء بعدها طار فى السماء سرب كثير من الحمام الابيض مذبوحا و جسمه ملطخ بالدماء حينئذ انقشعت الاعلام السوداء و ظهرت رايات و اعلام بيضاء و فى وسطها صليب )
و هكذا تحمل هذا الشيخ الوقور الام و الضيق بفرح و هدوء و ثبات
بل واثر فيمن حوله فى المعتقل
حيث وصفه ابونا لوقا سيداروس انه كان
(مثال للتقوى فى المسيحة فى اكمل صورها)
معرض الصور

